بوزيان القلعي
"بوزيان القلعى و كي ضرنى قلبي خلا فراش مفرش خلا بيض منقى خلا طعام مسقى لعبو بيه الكورة ولاحوه في المطمورة بوزيان القلعي يا بوزيان القلعي راح ما يولي خلى طعام مسقي ولحيتو الحمرة مرمدة بالرملة"
تروي الأغنية ألام الزوجة التي حضرت لزوجها ذات ليلة طاولة طعام العشاء قبل أن يلقى عليه القبض من طرف عساكر الجيش الفرنسي
هو بوزيان القلعي جيلالي شقراني مولود في 1838 في القلعة في جبال بني شقران ابن الحبيب القلعي وفاطمة بنت بن حليمة وهو مسلم له سوابق
بوزيان القلعي هو من الثوار الجزائريين، عرف بالأسطورة لأنه من بين القلائل في زمانه الذين حملوا مشعل المقاومة دون المبالاة بقوة المستعمر الفرنسي في الجزائر دامت ثورته 13 سنة. و لم يكن له أتباع كثر.
شرارة الثورة تفجرت فيه لما أتاه القايد (العربي المكلف بشؤون المحليين لدى الإدارة الفرنسية) يطالبه بدفع الضرائب التي عليه فقام بوزيان فطرحه أرضا و جرده من كل ثيابه و أهانه عارياأمام سكان القلعة.
اختفى بعدها في الجبل معلنا خروجه عن طاعة فرنسا التحقت به مجموعة مقاومين بمعية جيلالي الشقراني المدعو جيلالي القاطع؛ و شرعو في مهاجمة الضيعات التي يمتلكها المعمرون التي كانت أملاك جزائريين سلبت منهم إطار قانون سنه الفرنسيون 1863، حيث إعتبره بوزيان قانون العار الذي سلب الأرض من أصحابها الشرعيين أي الجزائريين.
في 13 أوت 1873 إعترض أحد أغنياء مدينة الشلف، أورليان فيل سابقا المدعو الحاج محمد بن عبد الله كان في طريق عودته من زيارة إبنته و جرده من ما يملك.
نجحت ثورة بوزيان القلعي في جلب عواطف غالبية سكان الغرب الجزائري مما دفع الحاكم العام للإدارة الإستعمارية لكتابة تقرير في 30 ديسمبر 1874 لوزير حربه لتبليغه بثورة بوزيان القلعي و إنذاره بتأثر الجزائريين بأفكاره الثورية.
يعتبر المؤرخون هذه الثورات الفردية القليلة الأتباع و التي نعتها الفرنسيون المستعمرون إجراما و قطاع طرق كالإمتداد لثورة عبد القادر الجزائري و لم تكن الوحيدة بل تبعتها بثورة فليتة في 1864 بجانب سيدس لزرق بلحاج الذي أعتقل و سجن في بوخنافيس بسيدي بلعباس لكنه هرب ليلتحق بالجبل.[1]
دامت ثورة بوزيان القلعي 13 سنة و جند الحاكم العام له أرمادة من المشاة و الخيالة تكللت بالقبض عليه من طرف المدعو بن يوسف، بعد أن غلب عليه المرض.[2]
كان يهجم على المعمرين في ضيعاتهم، بشاغة، في أيامه الأولى من ثورته كان يبيت عند خالته في الفراڤيڤ لم تتمكن السلطات الإستعمارية الفرنسية من إلقاء القبض عليه ما دفعها إلى عرض مكافأة لمن يدلهم عليه
المحاكمة الظالمة لبوزيان القلعي
بتاريخ يوم السبت 6 ماي 1876 تناولت جريدة ليكو دورو في عددها ملحقا يتعلق بمحاكمة البطل الثائر بوزيان القلعي ورفاقه والمتهم من قبل سلطات الاحتلال الفرنسية بارتكاب جرائم قتل واغتيالات وسرقات موصوفة حسب الجريدة
وجاء في الملحق بان وكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالجزائر (العاصمة)قد اصدر بتاريخ 27.5.1876 وثيقة تتضمن التهم الموجهة لبوزيان القلعي والمرسولة الى محكمة الجنايات بمنطقة وهران وتضم الوثيقة قائمة المتهمين وهم
1- بوزيان القلعي 38 سنة المهنة (خماس) ولد بالقلعة بنى شوقران بمقاطعة معسكر ابن الحبيب القلعي وفاطمة بنت بن حليمة وهو مسلم له سوابق
2- سى قدور بن حميدة عمره 35 سنة تقريبا مهنته طالب ولد في بلدية سيدي سعادة بدوار بنجارة بمقاطعة غليزان ابن الحبيب بن حميدة ويمينة بنت قدور مسلم ومتزوج وله طفل واحد وصاحب سوابق
3- العربي ولد سي قدور عمره 28 سنة تقريبا بدون مهنة ولد في البرجية ببلدية الصحاروية مقاطعة محمدية ابن سي قدور وخيرة بنت
العربي مسلم بدون اولاد صاحب سوابق
4- بشير بن تني عمره 20 سنة خماس ولد في الحشم بمقاطعة معسكر ابن تني بن محمد وكلثوم بنت المهدى ارمل مسلم بدون اطفال
5-الحاج مختار بن ويس ولد بن راشد فلاح عمره 25 سنة ولد في الهبرة دائرة مستغانم ابن المختار بن ويس وفاطمة بنت اوترعة متزوج بدون اطفال له سوابق
6- الشارف ولد بن علي المشارف خماس عمره 20 سنة ولد بدوارالسهايلية بمقاطعة سيق ابن علي بن علي بن شارف وبدرة بنت ملمون اعزب مسلم
7-محي الدين بن لومي عمره 40 سنة فلاح مولود بقبيلة اغريس بمعسكر ابن المرحوم محمد بن لومي والمرحومة الزهرة بنت الطاهر متزوج وله ولدين مسلم
8-عبدالقادر ولد علي عمره 40 سنة فلاح ولد بدوار بوخية بالدوار البلدية اولاد سعيد بمقاطعة المحمدية ابن المرحوم علي ولد محمد والمرحومة خيرة بنت علي متزوج وله ولدين مسلم
9-عبدالقادر بن الحاج عمره 30 سنة فلاح ولد بدوار اولاد بوخيبة اولاد سعيد بمقاطعة محمدية ابن المرحوم الحاج محمد بن عيسي والمرحومة سعدية بنت الكفيف متزوج وله ولد واحد مسلم صاحب سوابق
10-المنور بولحفة 35 سنة خماس ولد في دوار بوخيبة باولاد سعيد ابن محمد بولحفة والمرحومة ملحة بنت العربي متزوج بدون اطفال مسلم
11-عبد القادربن ميسوم بن درعة عمره 50 سنة وكيل محكمة لدى قاضي المحمدية ولد في دوار اولاد بوخيبة باولاد سعيد بالمحمدية ابن المرحوم دحو بالهاشمي بن درعة والمرحومة فاطمة بنت قادة متزوج وله ولدين مسلم
12-غراية جون بيار عمره 35 سنة مزارع ولد في فيينا يوم 3.2.1841 ابن فرانسوا غراية وهنريات لورانستان ارمل وله ولد واحد
يبقى ثلاثة متهمين في حالة فرار وهم..بوخاتم بن مليك - مجاهد بن فطة -وولد بركة
وترجع وقائع القضية الى عام 1863 عندما كان بوزيان القلعي مسجونا في سجن بوخنفيس(سيدي بلعباس) بعقوبة سنة صادرة عن اللجنة التاديبية بمعسكر وقد نجح في الهرب والفرار من السجن ومن دلك التاريخ لم يظهر في الدوارالدي ولد فيه بل ظل يعيش في الاحراش والغابات ولم يبدا في ارتكاب الافعال الموجهة اليه في وثيقةالاتهام الا في عام 1869 وقد كان في الغابات رفقة شخصين اثنين هما بالحاج ولد قشري وهو هارب في المغرب ورجل اسود البشرة هو حمدوش بن بطوش الدي حكمت عليه المحكمة العسكرية ب 20سنة اشغال شاقة وكان حينها حديث عن عصابة اشرار تضم بوزيان القلعي والقشري كزعماء . وفي عام 1871 هرب قدور بن حميدة من سجن بوخنفيس الدي انضم الي الجماعة بصفته مرابط واحد اعضاء الاخوان .
وفي عام 1872 انضم الي جماعة بوزيان القلعي مساجين اخرون هربوا من درك الحراش وهم فرادي ولد سالم ومحمد ولد دحو بن شادلي والعربي ولد السي قدور وكانت هده الجماعة قوية جدا .ففي 24 افريل 1873 كانت هناك معركة بين جماعة بوزيان القلعي وافراد دوار اولاد بوعلي بغليزان فقد فيها بوزيان اربعة من رجاله وقتل سبعة رجال وجرح عشرة من طرف الاخر .وبعد وقت قليل القي القبض علي كل من دحو بن شادلي وفرادي بن سالم.
إلقاء القبض عليه و إعدامه
قبض عليه حيّا من طرف الحاج بن يوسف و إبنه عمّار بتاريخ 16 أكتوبر 1875 و هما من دوّار ولاد يحي البنيان 45 كلم من معسكر و سلّماه لسلطات الإحتلال الّتي كافأتهما بعد ذلك بالميدالية الشّرفية الفضّية بتاريخ 13آكتوبر 1877 و تمّ محاكمته ومعه سي قدّور بن حميدة و اثنين لآخريين وحكم عليهم بالإعدام في مايو 1876
في الصباح الباكر من 26 جويلية 1876 على الساعة الخامسة صباحا عن عمر يناهر 39 سنة أعدم بوزيان القلعي في المقصلة التي وضعت في الساحة المركزية للحديقة العمومية لمدينة المحمدية بولاية معسكر قطعت رأسه و بعثت لتعرض في متاحف فرنسا و ما زالت لليوم محفوظة في أحد متاحفها
التعليقات على الموضوع