قال لي والدي " من مذكرة الأيام "
يبدو أنني نسيت الكثير من حياتي و لا اعرف كيف استرجعه هل ابحث في ذاكرة تركها لي والدي أو ربما لم أكن أحفظ ما كان يقوله لي
و ها أنا اليوم أحاول استدرك ما خانه زمن مني كان كل ما يريد شيء لا يكلف نفسه ما فوق طاقته كي يكتسب هذا الشيء أو ذاك ، كان والدي رحمه الله قليل ما يكلمنا و إن تكلم فاقتصد في الكلام و هو يكلمنا و هو يقول لنا.
يا أبنائي اقرؤوا من أفعالي و أعمالي و أن عصي الأمر عنكم فسألوا السؤال المباشر لا لف و لا دوران حول السؤال فتهرب مني الإجابة و نجني نحن الاثنين فقد المعرفة كونوا بسطاء في الكلام كما في السؤال فكثرة الكلام تقتل القلب و تقبر الضمير و يضيع الأمل و ينفر منكم الناس.
يا أبنائي كونوا صورة لي مثل ما أنا نسخة من أسلافي لا تأخذون من أناس لا تاريخ لهم فيضيع تاريخكم و لا يفيد أحفادي تاريخ غيرهم خذوا من الزمن العبر و أمشوا مع الحاضر و على أعناقكم ماضي أمتكم و أعملوا لمستقبل يعلم عنكم الكثير و تجهلون عنه الكثير.
يا أبنائي أمشوا على قدر خطى نعالكم و اقتصدوا في مشيتكم لسبيل أطول من سبيل يومكم هذا.
يا أبنائي إن هذا الوطن كالعربة التي يقودها صاحبها وسط غابة كبيرة و لا يعرف إي مسلك أو طريق يأخذه لأجل الوصول إلى بر الأمان إلى الطرف الأخر منها و يبقى أيام و شهور و ربما لسنوات و هو يحوم وسطها و لا يتعلم مما تحمله طقوس سكانها أو من هوام أو طيور تتحرك حوله ، فيضيع هو و يضيع الوطن.
التعليقات على الموضوع