جيل الكوافيـــــــــــر....محمد حلفاوي

قد يهمك أيضا

في حمام سياحي ........بعد ما ارتديت ثيابي خرجت إلى ردهته ارتاح واشتم الهواء العليلة. تقابلني مرأة كبيرة وفي أخر الردهة يجلس شيخ بلغ من الكبر عتيا يمثل أعلى قيم الأصالة ’ يرتاح بعد ان نخر البرد جسده العليل ....يخرج بعد مدة شاب يضع على رأسه منشفة ويحمل محفظة فاخرة يتجه بها الى المرأة. وإذ به يكشف أمامها عن شعره الذي خف من الاسفل وطال من الاعلى.
كانت نظرات الشيخ قد شخصت اليه مستغربة أي مخلوق هذا.....فتح الشاب المحفظة واخرج مراهم وأمشاط فاخرة واخذ يدعك هذا الشعر بشتى انواع المراهم لاكثر من عشر دقائق.
ثم المشط مسك السيف للقتال . واخذ يتفنن في ذلك الشعر لمدة طويلة وفي كل مدة يسرح تسريحة ...يتوقف يتأمل اليها عسى ان تكون ضالته. لكن الغريب ان كل تسريحة تمثل حيوانا معينا......
بعد قتال عنيف واخذ ورد بين الشاب وشعره استعملت فيه شتى انواع الامشاط المتطورة انتهت حرب الرابح فيها خاسر.........واستقر رايه على تسريحة تشبه القط حين يفزع وتنفست الاشاط الصعداء حين جمع الشاب متاعه وارتدى ثيابه وغادر الحمام.
بقى الشيخ مستغربا ثم قال لا طالما نبهنا الكبار من هذا الجيل.................
بقيت حائرا في الامر ثم تذكرت قول حافظ ابراهيم
شباب النيل يا زين الشباب *** ويا أشبال أساد غضاب
معى عَتْبٌ أوجهه إليكم *** وقد تصفو المودة بالعتاب
لزهر النرد قد خلقت يداه *** وليست لليراع أو الكتاب
تفنن فى محاكاة العذارى *** وخالفهن فى وضع النقاب
وأرسل شعره المضغوط يحكى *** وميض البرق أو لمع السحاب
إذا الذئب استحال بمصر ظبيا *** فمن يحمى البلاد من الذئاب
اذا كان حافظ ابراهيم قد ذكر شباب النيل بزين الشباب فكيف نشبه هذا...........الم يعلم هذا ان القدوة السيئة تمشي كالنار ان لم تجد من يطفئها
الم يعلم انه اقتدى بالغرب و من تشبه بقوم فهو منهم.
ثم انه يعاب على الحلاقين تفننهم في عفن لا طائل منه حتى اصبحت رسوم الحشرات والحيوانات على الرؤوس وهم يعلمون ان جباه العرب شامخة.
حدثت نفسي هنيهة تغزوني الحكم والاقول المأثورة ثم قلت لمن تحكي زابورك ياداوود.....
قضيت امرا جئت لاجله فأنصرف.......................