'cookieOptions = {...};' قالوا....أنتهى زمن الحب.....بقلم الكاتبة الشاعر هدى صادق - بيت الإبداع " أثار العابرين للأدب والثقافة" قالوا....أنتهى زمن الحب.....بقلم الكاتبة الشاعر هدى صادق - بيت الإبداع " أثار العابرين للأدب والثقافة"

كتاب


قالوا....أنتهى زمن الحب.....بقلم الكاتبة الشاعر هدى صادق

قَالُوا لِي اِنْتَهَى زَمَنُ الحُبِّ كَمَا اِنْتَهَى زَمَنُ ًالتتار
وَلَمْ يَعْدُ هُنَاكَ مِنْ حبِ كَمَا دُونَهُ لَنَا بِقَصَائِدِهِ قبانيُ الهُوَى نِزَارُ
وَأَنَّ الحُبَّ باَت كبسةَ زِرٌّ وَدَرْدَشَةٌ ووصلةُ كَهْرَبَاءٌ وَمَوْجَاتُ نِتٍ وَحِوَارٍ مِزَاجُهُ كَمَا الطِّفْلُ الصَّغِيرُ الذى يُلْهُوا بِبَعْضِ مِنْ الخَرَزِ فِي كَوْمَةِ حجار
أَوْ كَمَا تَعْبَثُ قِطَّةُ شيرازيةُ بُكْرَة صُوفٌ تَتَدَحْرَجُ عَلَى ضَوْءِ نَهَارٍ
أَوْ كَمَا يَلْعَبُ المُغَامِرُ بِحَيَاتِهِ وَأَوْرَاقِهِ عَلَى طَاوِلَةِ قِمَارٍ
فَكَيْفَ يَكُونُ أَلْحَبُ قَدْ اِنْتَهَى وَأَنَا أُحِبُكِ فِي اليَوْمِ أَرْبَعَ وَعِشْرِينَ سَاعَةٍ وَأَبْحُرٍ عَلَى مَتْنِ قَلْبِكَ وَعِطْرُكِ عَكْسَ التَّيَّارِ كَيْفَ يَكُونُ العِشْقُ قَدْ اِنْمَحَى وَأَنَا أَكْتُبُكِ باشتهاء وَبِأَلْوَانِ الكَسْتَنَاءِ كَقَصِيدَةِ بَلُونِ النَّارِ
فَلَا تُصَدِّقِي كلَ مَا يُقَالُ مِنْ تُرَّهَاتِ يَا حُبَيْبَتِي وَمِنْ أَخْبَارٍ فَمِنْ يَلْعَنُ أَلَحَبَ قَدْ تَعَثَّرَ بِقَلْبِ يَخُونُهُ مَعَ مَوْجِ أَصْفَرُ وَنَكْهَةٌ لَاذِعَةٌ مِنْ البهار
وَتَأَلَّمَ جِدًّا حَتَّى بَاتُّ الحُبِّ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ مُجَرَّدٌ رِحْلَةٌ طَوِيلَةٌ مُمِلَّةُ عَبْرَ قِطَارٍ
لَا مَحَطَّةُ تَسْتَقْبِلُهُ أَوْ حِضْنٌ يَنْتَظِرُهُ هُنَاكَ أَوْ فِي الجِوَارِ فَأَلْحَبُ يَا حُبَيْبَتِي إِنْ مَاتَ يَمُوتُ الكَوْنُ وَلَا يَبْقَى مِنْهُ سِوَى جَسَدٌ لِطَبِيعَةِ فِي طَوْرِ اِنْهِيَارٍ
أَلْحَبُ يَا حُبَيْبَتِي إِنْ مَاتَ يَذْهَبُ التَّأْرِيخُ إِلَى قَضَاءِ عُطْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي جُمْهُورِيَّةِ الغُبَارِ
إِنْ مَاتَ أَلْحَبُ يَا حُبَيْبَتِي آنَذَاكَ لَا حَاضِر يَبْتَسِمُ وَلَا غَدَ يُفَرِّحُ لِقُدُومِ شَمْسِ أَوْ نَهَارٌ
وَلَا كَائِنٌ حيٌ يَسْتَسِيغُ بَعْدَ ذَلِكَ نَشْوَةَ حَيَاةِ أَوْ صَفْعَةَ اِحْتِضَارٍ
فَأُلْحَبُ أَقِ وَإِنْ زُلَّتْ قَدَمُهُ وَشُلَّتْ أَطْرَافُهُ وَنَامَ عَلَى وِسَادَةِ مِنْ فَخَّارٍ أَلْحَبُ وَإِنْ كَانَ خَشُنَّا بِطَبْعِهِ يَشْتَاقُ دَوْمًا لِنَوْبَاتِ مِنْ الهَلَعِ وَالفَرَحِ وَالاِنْكِسَارِ
وَيُلْمَعُ كُلَّمَا فَتَحَ الشِّتَاءُ قَمِيصُ الغَيْمِ لِيَهْطِلَ عَلَى الأَرْضِ قَوْسُ قُزَحٍ بِرَعْشَةِ أَمْطَارٍ
أَلْحَبُ فِي حَدِيقَتِي أَنْتِ وَفِي رَبِيعِ العُمْرِ حَالَةُ مِنْ الاِسْتِفْزَازِ وَالاِسْتِقْرَارِ
فَإِلَيْكُنَّ الحُبُّ كَمَا يَشَاءُ مَلْعُونًا، مكبوتا، جَرِيئًا، مَجْنُونًا مَلَوْنَا، مَخْرُوطِيًّا، أَوْ عَلَى شَكْلِ دائريِ بِأَزْرَارٍ أَوْ دُونَ أَزْرَارٍ
لِيَكُنْ أُمِّيًّا، مُتَعَلِّمًا، أَوْ ليتهجأ الحُرُوفُ بِتَأْتَأَةٍ تُدَغْدِغُ لِسَانَ الاِنْتِظَارُ
لِيَكُنْ عَرَبِيًّا، غَرْبِيًّا، شَمَالِيًّا، جَنُوبِيًّا، دُونَ وِجْهَةٍ وَدُونَ بوصلة، أَوْ خَرِيطَةٌ مَدْرُوسَةٌ مُبَعْثَرٌ كَمَا الطَّحِينِ فِي هَوَاءٍ هَمَجِيٍّ، وَإِعْصَارُ
لِيَكُنْ طُفُولِيًّا، رُجُولِيًّا، أُنْثَوِيًّا، شَاذًّا، كَمَا مِزَاجُكِ يَغْلِي تارة، وتارةَ يَكْتَسِي هُدُوءَ الأَشْجَارِ
لِيَكُنْ باريسيا، أَوْ شَرْقِيًّا، أَوْ خَلِيجِيًّا، بِلُغَةِ الهُنُودِ الحُمْرِ أَوْ بِلُّغَةِ الآفتار لِيَكُنْ شَرِسًا، أَلِيفًا، مُرَوِّضًا، وَحُشِيَا، مُتَحَضِّرًا، أَوْ بِدَائِيًّا فِي غَابَةِ أَوْ تَحْتَ وِسَادَةِ مَحْشُوَّةِ بِالسَّلَامِ وَالدَّمَارِ
لِيَكُنْ مُتَوَحِّدًا، أَوْ ثَرْثَارًا، حَامِضًا، حُلْوًا، أَوْ مَرْآ لِيَكُنْ اِبْيَضَّا، أَوْ مرتديا لَوْنُ الاِحْمِرَا
لِيَكُنْ كَيْفَمَا شَاءَ فَأَنَا أُحِبُّهُ عَلَى شَاكَلْتُكِ عَفْوِيًّا، تِلْقَائِيًّا عَشْوَائِيًّا، رَاكِدًا أَوْ مُتَصَاعِدًا كَالبُخَارِ
الحُبُّ بَاقٍ قَبْلَ َ وِلَادَةِ الحَيَاةِ وَمَا بَعْدَ المَوْتِ أبديٌ، سرمردي، بَعْضُهُ جنةّ، وَبَعْضُهُ نَارُ
الحُبِّ وَإِنْ حَرَمُوهُ يَا حُبَيْبَتِي فَتَحْرِيمِهِ فتوة غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ مِنْ مندسين أَوْ كُفَّارٌ
كَجِرْمِ تَحْرِيمِ تَنَاوُلِ قَطْعٍ مِنْ الشَّمْسِ عَلَى مَائِدَةِ إِفْطَارٍ كَجِرْمٍ مَنَعَ بَيْعٌ الوُرُدَ أَوْ بَيْعِ العَطِرِ أَوْ إِبَاحَةِ بَيْعِ الهَوَاءِ فِي عُلَبِ مُزَرْكَشَةٍ بِالأَزْهَارِ
كَجِرْمِ حَجْبِ القَهْوَةِ عَنْ عُقُولٍ المزاجيين وَتَحْرِيمُ اِسْتِيرَادُهَا مِنْ التُّجَّارِ
كَجِرْمِ تَكْفِيرِ الاِسْتِمَاعِ إِلَى صَوْتِ فيروزٍ مَعَ سِيجَارَةٍ وَفَجْرَ وَصَوَّتَ رَعْدٌ وَبُرْقٌ وَأَمْطَارٌ
الحُبُّ إِنْ مُنُعٌ يَا حُبَيْبَتِي لَا حَاجَةَ لِإِسْتِيْقَاظِ الفَرَاشَاتِ آْوِ لِسَبَّاحَةٍ السَّمَكَ فِي الأَنْهَارِ
وَلَا مَنْطِقَ لِتَغْرِيدِ عُصْفُورٍ آْوِ لِإِقْنَاعِ نَبْتَةٍ بِتَلْقِيحِهَا قُطْنًا لِحَشْوِ مَسَامَاتِ الأَقْدَارِ
الحُبُّ إِنْ مُنُعٌ اِخْتَلَّ تَوَازُنُ النَّسْلِ وَخَفَّتْ حَلَاوَةٌ الدَّهْرَ وَاِمْتَلَأَ القَادِمُ كُلُّهُ بِنَمَشِ الكُرْهِ لِتَتَحَوَّلَ الحَيَاةُ إِلَى عُبُوَّةٍ مَوْقُوتَةِ قَابِلَةٍ فِي كُلِّ حِينَ عَلَى الاِنْفِجَارِ
الحُبُّ حَالَةٌ مِنْ الجُنُونِ وَالتَّعَقُّلِ إِرَادِيٌّ لَا ارداي لَا يَتْبَعُ أَنْظِمَةً وَلَا تُجْبِرُهُ قَوَانِينُ البَشَرِ عَلَى الاِنْدِثَارِ

ليست هناك تعليقات