'cookieOptions = {...};' واهٍ، واهٍ ماما .. قصة قصيرة..... نجاة بن خدة - بيت الإبداع " أثار العابرين للأدب والثقافة" واهٍ، واهٍ ماما .. قصة قصيرة..... نجاة بن خدة - بيت الإبداع " أثار العابرين للأدب والثقافة"

كتاب


واهٍ، واهٍ ماما .. قصة قصيرة..... نجاة بن خدة

حضرت عمارة بخمس عشرة دور.
كانت مجرد مستأجرة لشقة تقابل السطح.
الجميع اعتقد أنها فتاة هاربة من قومها لجرم ارتكبته في حق شرفها.لكنها استطاعت أن تفهم الجيران أنها أرملة شيخ طردها أولاده من بيتها بعد وفاته.
كانت تعمل كبائعة في أحد المطاعم المطلة على الشطآن الزاهية.
وكانت أم هبة امرأة مطلقة تعيش مع وحيدتها في شقة أسفلها.
كانت أستاذة رياضيات بإحدى متوسطات العاصمة.
كانت هبة قد تجاوزت السن الرابعة عشر حينما تعرفت على عالية البالغة للأربعين.
كانت تذهب إليها لتشتري لها لوازمها المنزلية، وتبقى معها حينما تتأخر والدتها في الوصول.
كانت عالية منبهرة بجسد هبة الصغير المتأرجح بين متغيرات أنثاوية جديدة لأول مرة تتعرف عليها الصغيرة.
كانت تجعلها ترتدي ثياب الرقص لترقص لها.
قالت مرة هبة لوالدتها:
- إن عالية حينما أرقص تدفعني على السرير وتقبل كل جسدي حتى .
كانت الأستاذة تضحك وتقول:
- إنها تمزح معكِ فقط بنيتي.
[ وأي مزح هذا يا أم هبة] ؟ !
كانت تعتقد أن مخيلة فتاتها تعمل بدرجات عالية.
لم تعر لحكاياها الكثيرة أي أهمية ، وتركت الصغيرة تتخبط بين رغبات تلك المرأة المثلية المريضة.
في البداية كانت هبة ترفض ما تطلبه منها عالية لكنها سرعان ما انصاعت ، وصارت هي الأخرى ترغبها أكثر من رغبة العجوز فيها.
قالت أم هبة والدموع تكسو وجنتاها:
- لقد جاءت إلي صغيرتي قبل يومان تعلن في وجهي ضرورة انتقالها للعيش مع حبيبتها.
لم أفهم ما تقصد بهذا الحب ـ وعندما تناقشنا، أخبرتني بما يحدث بينهما من تبادل جنسي.
لم أستوعب ساعتها فلأول مرة أسمع باغتصاب بنت لبنت.
ظننتها تعاني من مس أو هلوسة فأخذتها إلى عدة رقاة فمنهم من قال بها جن وآخرون قالوا عينا وحسدا.
حكيت لصديقتي عن الذي يحدث مع الصغيرة، فأكدت وجود هكذا أشخاص، وروت لي كم من قصة تطابقت أحداثها مع التي كانت تقولها لي هبة.
اقترحت علي اصطحابها إلى طبيبة نفسانية بالحي ، ففعلت ذلك.
أخبرتني الطبيبة بعد عدة جلسات أن الفتاة تعاني من عقدة نفسية حادة، ويجب إحالتها على أخصائية في الجهاز التناسلي. لكن هبة لم تمنحني فرصة فعل ذلك.
لقد مرت سنة على علاقتهما هذه واليوم تفاجأت بخزانتها فارغة من كل الثياب.
تركت لي رسالة تقول فيها:
- ماما، توقعت العالم بأسره يقف في وجه حبي لعالية ولكن أن تشهرِ أنتِ سيفك في وجهي لم يكن في الحسبان.
ماما، ابكيني قدر ما تشائين فأنتِ من شجعتني على هذا الحب قبل أن يغزو فؤادي الصغير ويصير له ملكا.
أعلم إنني صرت فتاة شاذة لكنني أخبرتك عدة مرات ولم تعيري لكلامي أهمية.
لقد صارت عالية كل حياتي، ولن أترك حياتي.
(هبة ابنتك)

ليست هناك تعليقات