شهيد فوق حسنات المجهول.....بقلم محمد حلفاوي
في ذكرى معركة جبل مناور.......
مشرئب العنق, جاحظ العينين ,مرفوع القامة, تجتمع فيه كل عوالم الزعامة حتى تقاسيم الرجولة بادية على وجنتيه إنسان بنكهة الزعامة وبمأثر العظمة ... أبدا... لم يكن سهلا وصف هذا الرجل خصوصا وأنه فتح أذن عينيه كلها على المرأة التي دخلت مسرعة ( ياويلي ياويلي العسكر في كل مكان )
يتفوه مشمئزا كانت رائحة الخيانة تلوح في الأفق لكن غادرني الشم حين إحتجته.(خبر الخاوة) لا بد أن نصل الى الجبل (جبل مناور) ... الطريق شرسة بأنياب لا ترحم والموج العاتي يترفع ويعلو رعود الحرب تشق الاذان سنصل بأي ثمن صدورنا لها دماءنا للبلاد- ليته يحمي سادات المعركة-.
ما بقى الا القليل إصبرو صابرو ,كانت المفاجئة وصديقتها المباغتة حليفتان للعدو تشدان أزره وتحطان من عزيمة أسودنا الغضاب ....هاتان اللئيمتان تأرقان وتختفيان أمام (سي رضوان)
يخرج من بين الشقوق وابل كثيف ,قفو ا . قفوا انها فرقة فرنسية, يتمسك الكل بالأديم.
يلتحم الرصاص في الهواء وتبدأ وقائع سرد عنيفة لاترحم يقدم فيها (سي رضوان) أزكى وأطيب الأوامر
فض الاشتباك المبدئي إنها كومة صغيرة من الأعداء.( يا الخاوة) هدفنا وصول الجبل
كانت سباحة ضد التيار.
الواحدة زوالا بتوقيت الدراية عند أهل المكان .حط الزعيم وركبه الموكب على جبل ( المناور)
ذي التضاريس القاسية والسد المنيع صاحب الدفاتر المبعثرة.
أه من يد المعركة إذا أحكمت حلقاتها , أه من ذكراها أدمت ذاكرتي.
يرتدي الكل حلة الإستعداد ويردد (سي رضوان) الله اكبر الله أكبر والكل وراءه.
تدق طبول الحرب من جديد ...السحاب مخيف لكنه دنى اما البطل.
تقدم خبئ رأسك, إضرب, إنتظر, لا تخف كلها كلمات تصدر عنه دون علم ودون توقف. نقمة العطش لم تتحدث منذ يوم أمس. والجوع فر حينما خبروه عن الرصاص.
تتقدم المزنجرات .....أفواه المدافع تقذف من دون توقف, صبرا جميلا تقدمي يا مروحية تقدم ايها الدبور العظيم, ويخرج من تحت الصخور يرشها بوابل من الرصاص, فتهوي بعد أن غادرتها الروح فتحدث دويا في الاجواء زاد من عزيمة الأبطال.ملحة كانت أشبه بإحدى معارك (طروادة) أعلن الكل وطنيته فيها. قاطعتهم قنابل (النابالم ) الضارية التي تعوي خلف رجالنا.... جائت الضائقة حين نهشت بطلنا المبجل فسكتت توابل المعركة... بعد قليل إنتفى الحجاب وإشتبك البعض بالأيدي.....
لابد من وجود نافذة نخرج منها (سي رضوان)....هيايا رفاق. عقارب النصر كلها معنا....سيحل الظلام, سيحل الظلام.
إسود الظلام وبان الفرج بعكازه يستنصر من بقى من الجنود حيا.
كان حينها بطلنا يسبح في دمائه...هيا تنفس لاتفقد ا لوعي, نحن معك , نحن فداك.
ارسل الفجر رسله يطلب الإذن للدخول , لكنه تأسف لهول الفاجعة, الموتى في كل مكان ودوي العربات والطائرات وعمليات الإجلاء ترهق الارجاء.
(يا سادة قد تهربون معي الى كل مكان , لكنني في قبضة المرض .....أرجوكم أتركوني أستنصر
ما بقى من الرجال حيا)
صعب أن تترك سدى ,وأنت ماس غير موجود...لكن هي أغنية الدنيا ومشيئة القدر.
يسقط (سي رضوان) في يد الفرقة الإدارية الفرنسية ليزف بعدها بخيوط من حرير الى منتهاه.
تنفست الهواء حتى خنق رئتي وقلت مات أحد سلاطين الحرب قتلته فرنسا وأعدمه المجهول, لو عاش ما كان ليغفر لي تطاولي عليه بالمدح.
التعليقات على الموضوع